روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | إطلاق البصر وسوء العشرة.. الدوافع والعلاج

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > إطلاق البصر وسوء العشرة.. الدوافع والعلاج


  إطلاق البصر وسوء العشرة.. الدوافع والعلاج
     عدد مرات المشاهدة: 3287        عدد مرات الإرسال: 1

إذا كان الزوج من الأزواج الذين يعجبهم أي شيئ من نساء أخريات... مثلا إذا كان هو وزوجته في الشارع ورأى بعض النساء الغير محجبات فيبدأ بمدح الشعر أو الجسم او البشرة وأنها أفضل من زوجته وهو يقول ذلك صراحة لزوجته,,,

وحتى في أمور الطبخ فهو يمدح طبخ فلانة وفلانة,,,مع أن الزوجة تبذل كل مافي وسعها لإرضائه..السؤال... ماهو الحل الأنسب في نظرك في تعامل الزوجة معه إذا قال لها ذلك....

هل تعبر عن ذلك بالصمت أو الابتسام أو موافقته على مايقول حتى لايظن أنها تغار منهن مثلا.... أم أن ذلك سيجعله يتطاول مرة بعدأخرا؟

أم تردعه من المرة الأولى أو إذا كرر ذلك...وكذلك لو عرض عليها انه سيتزوج من أخرى.. هل يصلح ان تبدي تبرمها وانزعاجها أم أن ذلك سيجعله يعيد ذلك عليها لو ممازحة فقط ليغيظها؟؟ بحكم خبرتكم أريد الحل الأنسب في هذه الأحوال..بارك مولاي في جهودكم وجزيتم خيرا.

 الأخت الفاضلة متفائلة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إن شاء الله تعالى تكونين متفائلة بصلاح زوجك واستقامته ، ويزول همك وكربك.

الخطوة الأولى لحل وعلاج ما نواجهه من مشاكل تنغص علينا معيشتنا هو تحديد ماهية المشكلة ، فإذا حدَّدنا المشكلة بحثنا عن سببها ، فإذا أزلنا السبب زالت المشكلة معه .

الفاضلة " متفائلة " زوجك عنده مشكلتان:

1) المشكلة الأولى:

عدم غض البصر عماَّ حرَّم الله عليه من النظر إلى النساء الأجنبيات عنه ،بل ويستمتع بالنظر إلى الحرام ويمدحه ، فهذا ذنب يجب الاستغفار منه والتوبة وعدم الرجوع إليه ، وهو حق الله تعالى عليه ، ويحاسبه عليه إن لم يتركه ويستغفر منه قال تعالى :( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم) سورة النور.


2)المشكلة الثانية:

سوء عشرته معك ، فمن الحقوق الزوجية المشتركة بين الزوجين والواجبة عليهما لبعضهما العشرة بالمعروف ،وزوجك يسيء عشرتك بما يقوله لك من حديث عن النساء الأخريات إلى آخر ما جاء في الرسالة.

هل الحل أن تصمت الزوجة تجاه ما تسمعه وتراه من خلل في زوجها ؟

هل الحل موافقته على ما يقول خوفاً من أن يظن أنك غرتِ ؟

هل الحل في التبسم لما يقول ، والابتسام علامة رضا وليس غضب مما يقول؟

هل الحل أن تردعه الزوجة عندما يتكلم زوجها عن نساء أخريات ويمدحهن؟

أختي الفاضلة:

إن الصمت والموافقة والتبسم ليست حلولا للمشكلة الأولى والثانية ، بل على العكس زيادة في المشكلة ومشاركة فيها ، زوجك يرتكب معصية فهل يصح أن توافقيه أو تبتسمِ له أو تصمت ويفتتك الغضب والقهر؟.

سبب المشكلة الأولى:

ضعف الخوف من الله تعالى في قلب زوجك ،وهذا يدل على رقة تدينه ، فلو كان يخاف من الله تعالى ويخشاه لما نظر إلى ما حرّم الله عليه ، حل هذا التقصير الذي في زوجك هو بأمور ( الدعاء المستمر له بالهداية أختي الحبيبة إذا كنتِ فعلاً تحبين زوجك فساعديه على أن ينجي نفسه من عقوبة الله تعالى.

لا تدعِ فرصة في سجودك أو بين الآذان والإقامة وفي صلاة الوتر وعند سقوط المطر وفي كل وقت إجابة ارفعي يديك وقولي : اللهم اهدِ زوجي ويسر الهدى له ، اللهم ارزقه الهدى والتقى والعفاف والغنى ، وأكفه بالحلال عن الحرام ، فدعاء الله تعالى من أعظم الأسباب الشرعية في معالجة ما نواجهه من مشاكل ، ثم يلي الدعاء محاورة زوجك باللين والرفق ذكريه بأمر الله له بغض البصر.

انصحيه برحمة اذكري له آيات وأحاديث تتعلق بغض البصر ووجوب التعفف ، واجعلي حديثك وحوارك عادياً لا أن تقوم له كواعظة وخطيبة ، إنما حوار سهل مؤثر ، وأدعوك أيتها الزوجة الكريمة للإطلاع على كتب وأشرطة ودورات تعلمك كيفية الحوار بين الزوجين ، فلا بد أن نتعلم ليكون للعلم أثراً في سلوكنا وأفعالنا ، ثم أيضاً بعد الدعاء والحوار بالغي في التزين والتجمل له ، ما هو ذوقه، ما يحبه في النساء ، ما الذي يشتهيه؟

 أنت أكثر امرأة تستطيعِ معرفة رغباته وشهواته ، المرأة إذا تزوجت وحملت وأنجبت انشغلت بالحياة الأسرية فيقل اهتمامها بمظهرها ورشاقتها ، فتزول بهجتها ، في حين أن الزوج من حقه التزين له والتحبب إليه ، بالغي أيتها الزوجة في التزين والتودد والتغنج على زوجك .

فلعله يشعر بحاجة لشيء افتقده فيك ، فعبَّر عنه بتلك المعصية ، قد يضحك منك ويسخر، لكن استمري في جذب انتباهه ولفت نظره ، كل امرأة إذا أرادت أن تأسر زوجها فإنها قادرة بشرط أن تريد هي ، والأمر ليس صعباً لأن الله تعالى خلقها ولديها قدرات على ذلك.

إذًا دعاء وحوار ناصح وتودد وتزين ، وأضيف إلى ذلك دعوته للمشاركة العملية في الحياة الأسرية ، وحياة الأبناء ، فإذا كنتم في الشارع ورأى نساء ،اقطعي عليه تفكيره وتكلمي عن أي شي لا تعطيه فرصة ليتحدث عن النساء .

المشكلة الثانية أدعوك أن تكوني جادة معه ، قولي له :هذا الأمر يضايقني ويؤلمني ويهينني ...إلى غير ذلك من الكلام الذي تعبرين فيه عن سخطك لما يفعل من سوء عشرة ، وكوني حازمي إذا بدأ يتكلم غادري المكان الذي هو فيه.

قد يكون زوجك قاسي أو لا يهمه ألمك ، فاستخدمي معه سلاح الدموع ، إذا بدأ يتكلم بهذه الطريقة ، أبكي وأظهري ضعفك ( مثلي الدور بإتقان ) لأن الهدف نبيل وهو إصلاح خُلقُ زوجك معك ،وكسب قلبه ومودته.

تذكري أيتها الفاضلة أن هداية زوجك وتعديل سلوكه لن يكون بين عشية وضحاها ، بل يحتاج إلى استعانة بالله تعالى وصبر واحتساب للأجر ، فلا تستعجلِ التغيير ، واجتهدي في التأثير عليه وتوجيهه إلى ما يُرضي الله تعالى عنه ، وأنت في كل الأحوال الفائزة بالأجر والثواب.

أرجوا لك التوفيق والسداد في كل أمورك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الكاتب: د. فاطمة سعود الكحيلي 

المصدر: موقع المستشار